كمال اللطيف يجبد في الدوسيات القديمة
كمال اللطيف رجل الظل في عهد "بن علي" يتحدث:كيف صفع "بورقيبة" الرئيس المخلوع.. ليلى الطرابلسي الآمرة الناهية في بلاط قرطاج ...السرياطي" كان يستعد للانقضاض على دواليب الحكم. هو رجل سياسة دون ان يشغل منصبا سياسيا وهو كذلك صاحب شركة للانشاءات ورثها عن والده ، كان مقربا من رجال الدولة في عهد بورقيبة وقام بدور بارز في انقلاب 7 نوفمبر 1987 في مساندة ابن جهته للوصول الى الحكم ، انه كمال اللطيف الذي التقته مجلة
"L’express.fr"
في الحديث التالي:
كيف تعرفت على بن علي؟
التقيت بن علي سنة 1978 عن طريق صديق كان حينها رئيس اركان الجيش وهو "السيد عبد الحميد الشيخ" الذي قدمني له , وكنا الاثنين اصيلي نفس المدينة وهي مدينة حمام سوسة ,
لماذا اخترت رعايته؟
كانت المشكلة الاساسية في تونس في الثمانات هي مشكلة الامن ، وبن علي كان رجلا جديا للغاية ونشيطا في العمل وكان مختصا بدرجة امتياز في الامن.خلال ثورة الخبز سنة 1984 كان يشغل منصب سفير تونس في فارصوفيا ، وذهبت لزيارة الوزير الاول انذاك "محمد المزالي الذي اعرفه جيدا وقلت له بأنه يلزمه شخص قادر على مجابهة الوضعية واقترحت عليه الاتصال بــ"بن علي" وهو ما تم فعلا.
وقام "المزالي" بتسمية "بن علي" مديرا للامن الوطني ثم صار كاتب دولة فوزيرا للداخلية فوزيرا اولا في 2 اكتوبر 1987.
هل كانت له المهارات السياسية اللازمة؟
كلا ففي هذا المجال كانت مهاراته محدودة...
كيف قررتم الاطاحة ببورقيبة؟
دخل المحيطون بـ"بورقيبة" في صراع مع بن علي بعد ايام قليلة من تسميته على رأس الحكومة ، ونجحوا في اقناع الرئيس "العجوز" بتسمية محمد الصياح عوضا عنه. وذات مساء زارت "سعيدة ساسي" التي كانت تعتني بخالها منذ ان هجرته زوجته وسيلة "بن علي" واخبرته بأنه ستتم اقالته وبمجرد مغادرتها اتصل بي "بن علي" واتصل كذلك بالهادي البكوش وزير الشؤون الاجتماعية ومحمد شكري الذي كان انذاك في وزارة الداخلية مكلفا بمتابعة نشاط "سعيدة ساسي" لفائدته والحبيب عمار قائد الحرس الوطني واجتمعنا كلنا لدى "بن علي" والساعة كانت تقارب منتصف الليل وأعلمته بما كنت افكر فيه وهو ان بورقيبة لم يعد قادرا على ممارسة مهامه الرئاسية وان السلطة في حاجة لمن يلتقطها وعليه القيام بذلك. الظرف كان خطيرا جدا وهو شغل منصب الوزير الاول وكذلك منصب وزير الداخلية فكان الرجل المناسب لذلك.الحبيب عمار كان مستعدا لكل ما يلزم ، الهادي البكوش كان مترددا.
في اليوم الموالي ذهب "بن علي" للقاء بورقيبة حسب موعد كان بينهما وهناك قوبل بقلة احترام شديدة فـ"بورقيبة" اهانه بل تجاوز ذلك وقام بصفعه. فاتصل بي فورا والتقينا مرة اخرى لديه ولكن هذه المرة كنا بمفردنا، واخبرته بانه لا يجوز مزيد الانتظار ويجب الانتقال الى التحرك الفعلي. كنت اعرف جيدا السفير الامريكي في تونس في ذلك الوقت وهو روبار باليترو وكنت اعلم انه سيتقابل مع بورقيبة في اليوم التالي صحبة ممثل الولايات المتحدة الامريكية لدى منظمة الامم المتحدة فارين وولترز ونخبة من الديبلوماسين الامريكيين فنظمت قبل تلك المقابلة موعدا بينه وبين "بن علي" فالفكرة كانت اقناع الامريكيين بتمرير بعض العبارات لفائدة "بن علي" لـ"بورقيبة" ومحاولة اقناعه ان المحيطين به يحاولون ابعاد بن علي لانه حليف لامريكا . والمقصود من ذلك ربح المزيد من الوقت قبل اقالته من منصبه وتسمية الصياح وهو ما تم فعلا بل اكثر من ذلك فقد صرح بورقيبة للامريكيين ان يريد حكما بالاعدام في حق راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الاسلامية وهو ما اثار ذعر الامريكيين...
اثر ذلك انطلقنا في العمل على طريق الانقلاب فالجزئيات التقنية تكفل بها " الحبيب عمار" و"بن علي" الذي كان احيانا يماطل فقد شعر بالخوف وهو ما جعلني ازوره عديد المرات لدعمه.ثم التحق بنا ايضا " الهادي البكوش" الذي تولى ليلة 6 نوفمبر تحرير خطاب 7 نوفمبر الذي وعد فيه "بن علي" الشعب التونسي بالامن والديمقراطية...
هل صحيح انك اخبرت الجزائريين دون غيرهم؟
الصدفة شاءت ان يكون وزير الداخلية الجزائري الهادي خذيري في زيارة الى تونس حينها وقد اقترحت على "بن علي" اخباره كي نحصل على دعم الرئيس الجزائري "شادلي بن" جديد الذي اعطانا بدوره الضوء الاخضر شرط ان يحظى "بورقيبة" بمعاملة جيدة
دفعت برجل الى السلطة مع علمك انه لا يمتلك لا الحكمة ولا بعد النظر اللذين يجب ان يتوفرا في رئيس دولة؟
"بورقيبة" كان قد خرف ومرض وتونس كانت في وضع دامي وهو ما يفرض التغيير ولكن في اطار الدستور فـ"بن علي" كان الوزير الاول ودستوريا لا يحق لاحد غيره تعويض بورقيبة
وفي البداية بن علي عمل جيدا وبيان 7 نوفمبر وعد بالديمقراطية وبفضل نصائحي تمكن الرئيس الجديد من التعامل مع المجموعة السياسية وكذلك المجتمع المدني من مستقلين ومنشقين ونشطاء حقوق الانسان وتمكن العديد منهم من الحصول على حقائب وزارية ...فكل العالم كان مقتنعا بأن صفحة جديدة ستفتتح في تاريخ تونس.
ومن هو المسؤول على فشل الانتخابات في 1989؟
الهادي البكوش هو المسؤول لانه لم يكن يؤمن بالتعددية الحزبية ولكن "عبد الله القلال" الذي كان انذاك وزيرا للدفاع والشادلي النفاتي وزيرا للداخلية وعبد الرحيم الزواري الذي كان حينها الكاتب العام للتجمع الدستوري الديمقراطي يتحملون المسؤولية ايضا فنجح حينها التجمع الدستوري الديمقراطي
هل كنت عضوا في التجمع الدستوري الديمقراطي؟
ابدا، فلم اكن عضوا في التجمع الدستوري الديمقراطي ولا في اي حزب اخر...
في بداية التسعينات انطلق حملة الاعتقالات التي استهدفت في البداية الاسلاميين ثم المدافعين عن حقوق الانسان ثم الذين كانوا يحاولون ابداء اختلافهم؟
فعلا، هذه الحملة انطلقت سنة 1991 وتزامنت مع تسمية عبد الله القلال وزيرا للداخلية وهو من اقنع بن علي بوجود تهديدات ارهابية وفي السنة الموالية كان ايضا وراء سن قانون جديد خاص بالجمعيات يستهدف مباشر استقلالية الرابطة التونسية لحقوق الانسان بل حاول ايضا تنحية "الباجي قائد السبسي" من رئاسة مجلس النواب وهو الذي كان معروفا ومحترما من قبل جميع الاحزاب وبخصوص القانون الذي جاء ضد الرابطة تدخلت لدى بن علي واخبرته ان هذا القانون سخيف ولا يتماشى مع الوعد بالديمقراطية وقد الغي ذلك القانون حينها ولكن تمت اعادته فيما بعد.
وبعد ذلك اختلفت مع بن علي بسبب ليلى الطرابلسي؟
نعم كانت عشيقته منذ سنة 1984 وحين التقى بها كانت تعمل سكريترة في شركة مقاولات وكانت امراة سهلة تحب المال وهو كان مغرما بها للغاية سنة 1992 حين قرر الطلاق ليتزوجها اخبرته بأنه يرتكب خطأ فظيعا فهي لم تكن التي تليق برئيس دولة فقد كنت اعرف ايضا عائلتها فاخوتها كانوا منحرفين وقد اخبرته بكل ذلك ولكنه لم يهتم وتزوج بها واعلمها بما اخبرته عنها
ما الذي حدث فقد كنت دون منصب رسمي ولا يمكن اقالتك؟
كلا ولكن تعرضت للعديد من المضياقات المدبرة من قبل وزير الداخلية عبد الله القلال الذي استغل ذلك للانتقام مني بسبب معارضتي لقانون الجمعيات فقد كنت ملاحقا ودائما تحت التنصت وكان هناك دوما اعوان شرطة امام مكتبي وكل من يزورني فقد كان تحت المراقبة وكانت هناك بعض الاحداث الاخطر ففي شهر جويلية 1992 قمت بدعوة العديد من الشخصيات لحضور حفل ختان ابني و الكثير من المدعوين كانوا يشغلون مناصب وزارية وفي الغد تمت اقالة الجميع ...وفي سنة 1996 تم حرق جميع مكاتبي ... 5 سنوات بعد تلك الحادثة كنت عند الحلاق فقام عونان يمتطيان دارجات نارية ضخمة بتحطيم سيارتي ثم تم وضعي في السجن الانفرادي وتم منعي من مقابلة اية شخصية سياسية او ديبلوماسية وفي نفس الوقت كان نفوذ ليلي يتسع اكثر فأكثر في القصر وفي الاخير اصبحت هي التي تسير الحكم...
تحديدا متى تولت فعليا السلطة؟
منذ البداية تمكنت من جعل بعض مستشاري زوجها في صفها من بينهم عبد الوهاب عبد الله الذي كان في القصر وكان يضع يده على قطاع الاعلام ايضا عبد العزيز بن ضياء وعبد الله القلال الذي كان في خدمتها ومنذ ذلك الوقت تقلص نفوذ الرئيس العاشق وزاد تأثيرها عليه...ومنذ بداية 2000 اصبحت كل الامور بيدها اذ لا يمكن لاي شخص مقابلة الرئيس مباشرة فقد كانت تقرر من يقابله ومن لا يقابله وهذا تفاقم اكثر عندما بدات حالة "بن علي" الصحية تتدهور
تمكن اخوتها من السيطرة على مختلف المجالات الاقتصادية ولكن قبل ظهور عائلة الطرابلسي كان الدور لإخوة الرئيس السابق وكذلك اصهاره سليم زروق وسليم شيبوب ومروان المبروك؟
بالفعل "بن علي" تركهم يفعلون ذلك في 1991 اتذكر اني نصحته بوضع حد لجشع اقربائه فاجابني بأنه ان لم يكن هو فسيكون اخر...ولكن مع قدوم عائلة الطرابلسي تغيرت بعض المعطيات فقد كان عددهم كبيرا ولا يمكن لأي شيء ان يوقفهم وهذا يتعلق فقط باخوة ليلي الطرابلسي بل كذلك بوالدتها واصدقائها وكل المقربين منهم فتمكنوا من تجميع ثروات طائلة بعد ان كانوا لا يمتلكون شيئا فقد كانوا يطلبون من بن علي التدخل لفائدتهم وهو كان ينفذ.
في نفس السياق ما حكاية عزيز ميلاد رجل الاعمال الذي رافق اليو ماري ومرافقيها خلال عطلتهما في تونس وهل كان مقربا من الطرابلسية ؟
في البداية كان مقربا من سليم شبيوب وكانا يتشاركان في بعض المشاريع وبعد ان ابعده شيبوب عنه تقرب من عائلة الطرابلسي وفي الايام الاخيرة كان يشاهد غالبا مع الصهر الاضغر لـ"بن علي " صخر الماطري
اذن لا يمكن القول انه كان ضحية لـ"الطرابلسية؟"
لم يكن كذلك مطلقا بل كان يمثل جزء من تلك الدائرة...
يوم 14 جانفي ما الذي جعل بن علي يقرر المغادرة ؟
لا يمكنني ان اكون متأكدا لاني لم اكن على عين المكان ولكن كل الدلائل تشير الى ان علي السرياطي هو من اقنعه بان يبتعد في ذلك الظرف الى ان يتم اعادة السيطرة على الوضع ...
هل كان ذلك لاعادة "بن علي" فيما بعد ام لمصلحته الخاصة؟
حسب رأي كان ذلك لمصلحته الخاصة فذلك يبدو وكأنه محاولة انقلاب...
Publié par SEO ESPANOL à l'adresse 01:13
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire