رسالة روما
par التكتل الوطني التونسي للانترنات
اغراءات
فبعد صراع مع الموت في عرض البحر.. وربما معاينتهم لزملاء لهم لم يتمكنوا من الوصول إلى بر الأمان وكان البحر مآلهم الأخير.. يكون من السهل سقوط هؤلاء "الأبرياء" ضحية لحملات التبشير خاصة أن القانون الايطالي لا يسمح بإعادة الأحداث إلى بلادهم، ويقر في الوقت نفسه دمجهم في الحياة الايطالية، والعمل على توفير ملاجئ لهم ومدارس لتعليمهم اللغة الايطالية حتى إذا ما تجاوزوا سن الثامنة عشرة، قامت الجهات الرسمية بتوفير وظائف لهم، لدمجهم في المجتمع الايطالي بشكل عملي.
الإغراءات تنطلق منذ الوصول إلى لامبادوزا وتتواصل في محطات القطارات ولدى الجمعيات الدينية والإنسانية...ففي لامبادوزا تجّند العشرات من رجال الدين المسيحيين محملين بالأغذية والأموال وكذلك ببعض الكتب الصغيرة الخضراء وأقراص مضغوطة التي تتحدث باللغتين الانقليزية والعربية عن الدين المسيحي وعن عيسى ابن مريم... وتنطلق العملية بطمأنة الوافد الجديد عن وضعه والتأكيد على مساندته وحقه في البحث عن حياة أفضل.. ويقدم رجال الدين أنفسهم على أنهم حلوا بالمكان بناء على طلب جمعيات إنسانية تعتني بالمهاجرين والأقليات وطالبي اللجوء.. ويزودونهم بعناوين هذه الجمعيات وأرقام هواتف مؤكدين أن هذه الجمعيات ستوفر لهم المأوى والغذاء والعمل..وهو ما يغري "الحارق" ويجعله ينساق وراء هذه الجماعة حتى وان كان متأكدا من نواياها الدينية الهادفة إلى إخراجه من الدين الإسلامي و"تنصيره"...
الجنة الموعودة
هذه العملية أكدها لـ"الصباح" عدد من التونسيين والعرب الموجودين في روما منذ سنوات مشيرين إلى أن عمليات التبشير متواصلة وهناك من يسقط في الفخ وينساق وراء الإغراءات وهناك من يكتشف اللعبة ويتمسك بدينه.مؤكدين ان اكثر المستهدفين هم المهاجرين بطرق غير شرعية والذين وجدوا انفسهم في ظروف حياتية صعبة. وفي هذا الإطار يقول جابر بن سالم (مقيم في روما منذ خمس سنوات) أن ايطاليا بصفة خاصة وأوروبا بصفة عامة لم تعد ذلك الحلم الذي يراود الشباب فالظروف المعيشية صعبة وغلاء الأسعار في ازدياد والحصول على شغل أصبح اليوم شبه مستحيل.. وأن هذه الظروف سمحت لبعض المتعصبين دينيا وعدد من الجمعيات من استغلال المهاجرين غير الشرعيين وإغراءهم بالمال والشغل ثم التأثير عليهم لتغيير ديانتهم وللأسف هناك من انساق وراء هذه الجماعات وجلهم دون اقتناع.
من جانبه ذكر السيد محمد الشيخ ،وهو شاب لم يتجاوز الـ 21 سنة من العمر "حرق" إلى إيطاليا منذ ثلاث سنوات وهو اليوم يشتغل في مخبزة، أن تجربة "الحرقة" كانت صعبة جدا بالنسبة له خاصة انه صغير السن. ومن حسن حظه انه وجد من يرعاه من التونسييين منذ أيامه الأولى في الأراضي الايطالية وبالتالي وجد من يحميه من الإغراءات الدينية والإغراءات الأخرى وانهمك في العمل. وحذر محدثنا الشباب التونسي من الهجرة غير الشرعية خاصة أن ظروف أوروبا تغيرت مؤكدا أن العمل الشريف في تونس - بشرط أن يكون قارا- أفضل بكثير من ظروف الهجرة إلى أوروبا في الوقت الراهن حيث أصبحت المعيشة صعبة وباهظة.
نفس الشيء أكده الشابان المغربيان علي وعزيز العاملان في مطعم ومخبزة بروما منذ سنوات قليلة على ملك تونسيين. وأشارا لـ"الصباح" أن الحلم بالجنة الموعودة انتهى وان أوروبا الألفية الحالية لم تعد أوروبا سنوات التسعين وما قبلها فالظروف تغيرت وأصبح من الصعب توفير المال في ظل ارتفاع المعيشة. وأشارا أن العمل لدى العرب أفضل بكثير من العمل مع الايطاليين خاصة فيما يتعلق بالطبيعة الواحدة والمحافظة على العقيدة والشعائر الدينية بعيدا عن إغراءات التبشير والتنصير.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire