في انتظار الانتهاء من بلورة نص قانون انتخاب المجلس التأسيسي ومن بعد ذلك الدستور وقانون الانتخابات الجديدين الذين سوف يفرزهم هذا المجلس برزت عديد الأحزاب ومع ذلك يبقى المشهد السياسي في تونس ضبابيا ولكن حزب النهضة يبرز بحركيته وبتعرضه لانتقادات أغلب الأحزاب الأخرى التي تتمحور حول مجموعة وسط اليسار المعارضين السابقين لنظام بن علي تحاول أن تكون تحالفا ديمقراطيا علمانيا وعدة أحزاب ولدت من بقايا التجمع الدستوري الديمقراطي متكونة من رجال الأعمال والاطارات الادارية يتوقع تجمعها في تحالف بمناسبة الانتخابات وبعض الأحزاب الجديدة من وجوه ليست معروفة سياسيا تحاول أن تكون بديلا لبعض الأحزاب التقليدية وأخيرا بعض أحزاب البوليس السياسي التي تحاول اضعاف أحزاب المعارضة التقليدية بالركوب على مرجعياتهم الايديولوجية وتقديمها بصورة كاريكاتورية و ابراز التناقض بينها حتى يبعد النقاش عن تكريس الديمقراطية وسيادة القانون. كل هذه الأحزاب تريد حياتا سياسية نخبوية تقسم فيها الأدوار بينهم أما البقية وهم غير منظمين في أحزاب بما فيهم شباب الثورة ومن يساندها في الرغبة في تكريس حكم الشعب بالاعتماد على الديمقراطية المباشرة أو النيابية عن طريق الأشخاص وليس القائمات ولكن القانون الانتخابي المنتظر سوف يجعل هذه المجموعة تبلور موقفها بفرض رؤيتها على الأحزاب أوالانظمام اليها أو بالتمثيل ضمن قائمات مستقلة كما أنه من المرجح أن يفرز ميزان القوى تحالفات بين مجموعة أحزاب بقايا حزب التجمع أو حزب الدستور وبعض الأحزاب الأخرى الصغيرة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire