Nombre total de pages vues

vendredi 4 mars 2011

لماذا تعارض اسرائيل برنامج نووي اردني؟؟؟

لماذا تعارض اسرائيل برنامج نووي اردني؟؟؟


إسرائيل والبرنامج النووي الأردني * عريب الرنتاوي
أن تعمل إسرائيل على استعداء إيران وتجييش العالم ضدها بدعوى سعيها لامتلاك برنامج نووي عسكري ، فهذا أمر مفهوم تماماً وقد تكون له الكثير من الأسباب والمبررات ، وقد يجد آذاناً صاغية لدى عواصم الغرب وبعض المعتدلين العرب ، فإيران دولة إقليمية لها طموحات تفوق حدودها ، ولديها من الإمكانيّات والمبررات والخصائص ما يجعل فرضية من هذا النوع قابلة للتصديق.

أما أن تناصب إسرائيل البرنامج النووي الأردني العداء ، وتسعى لدى باريس وواشنطن وسيؤل لتعطيله ، فهذا أمر لا يمكن تفسيره أو تبريره ، لا بنظرية الأمن القومي الإسرائيلية ، ولا بحسابات صراع الحضارات وتصادمها. وفي ظني أن لا تفسير لهذا الموقف الإسرائيلي العدائي للأردن سوى "الايديولوجيا الصهيونية العنصرية" التي لا ترى غير العربي الميت عربيا جيداً ، لا تفسير لهذا الموقف خارج نظرية القلعة وعقلية "الغيتو" وفلسفة "الغوييم".

وحين تشن إسرائيل حربا على البرنامج النووي الأردني بغرض عرقلته وتعطيله ، كما أشار لذلك الملك عبدالله الثاني غير مرة ، فمعنى هذا أنها سترى في أي برنامج نووي عربي تهديداً وجودياً لها ولأمنها واستقرارها ، حتى وإن أقسم العرب أغلظ الإيمان على الالتزام بالأغراض السلمية للبرنامج ، أو استدعوا مراقبي العالم بأسره للشهادة على تقييدهم بقواعد منع الانتشار النووي التي وقعّوها طواعية وترفض إسرائيل التوقيع عليها برغم الضغوط والنداءات والمناشدات.

وإذا كان محظوراً على الأردن ، وهو الدولة الرائدة في الترويج للسلام والذود عنه ، والمفتوح أمام مختلف المنظمات الدولية وأولاها الوكالة الدولية للطاقة النووية ، أن يقيم برنامجاً نووياً سلمياً ، فمن هي الدولة العربية - أو حتى الإسلامية - التي سيكون ممكنا التغاضي عن برنامجها النووي من منظور إسرائيل ونظرياتها الصدئة في مجال الأمن القومي؟،.

ولأن إسرائيل لا تستطيع أن تجهر بالأسباب الحقيقة لقيامها بدور المعرقل للبرنامج النووي الأردني السلمي ، فإنها ما برحت تبحث عن حجج وذرائع لحشد التأييد لموقفها العدواني هذا ، وأهم هذه الذرائع على الإطلاق: أن المنشآت الأردنية ستقام في منطقة العقبة الواقعة على مقربة من "الفالق الزلزالي" الممتد من البحر الأحمر حتى المرتفعات التركية ، متجاهلة حقيقة أن وقوع إسرائيل ومفاعل ديمونا على "الفالق" ذاته ، لم يمنع الدولة العبرية من استيراد وتوطين التكنولوجيا النووية المدنية والعسكرية على حد سواء ، حتى وهي في أدنى مراحل تطورها ، خصوصاً في مجال الأمن والأمان النوويين ، وقبل أزيد من خمسين عاماً.

إن اليابان ، الدولة الواقعة في قلب الزلازل لا على تخومها ، هي من أكثر دول العالم انتاجا للطاقة النووية السلمية ، وعلى مختلف أرجائها تنتشر عشرات المفاعلات النووية التي تمد البلاد بكل مستلزماتها واحتياجاتها ، وتكنولوجيا المفاعلات وهندستها العمرانية باتت متطورة إلى الحد الذي يمكن التعامل فيه مع ظروف طبيعية مماثلة ، وبدلالة المنشآت النووية الإسرائيلية ذاتها ، والممتدة على الفالق الزلزالي ذاته كذلك.

والأردن من أكثر دول العالمين العربي والإسلامي أمناً واستقراراً على المستوى السياسي والاجتماعي ، وبرنامجه النووي الموثوق دولياً من دون شكوك أو غبار ، هو آخر برنامج نووي يمكن أن يخرج عن سكته أو أن يسقط في أيدي قوى غير مرغوب فيها ، وعلى إسرائيل أن "تغزل بغير هذه المسلّة" إن هي أرادت لروايتها ومزاعمها أن تجد من يستمع إليها.

قبل عدة أسابيع كنت في جولة على عدد واسع من المنشآت النووية الفرنسية المدنية والعسكرية ، والتقيت في خلالها بعشرات الخبراء والمسؤولين عن البرنامج النووي الفرنسي ، ولقد سعدت حين لاحظت بأن كل من التقيته هناك يعرف عن البرنامج النووي الأردني ، ويسأل عنه ويشجع على المضي في ترجمته ، بل وكانت سعادتي أكبر حين كنت أستمع إلى البعض من محدثي الفرنسيين يأتي بالبرنامج النووي الأردني كمثال على الحاجة الإنسانية المتعاظمة للاستخدام السلمية للطاقة النووية ، وزاد شغفي ببرنامجنا النووي أحاديث الفرنسيين عن الفرص والإمكانيات التي سيوفرها البرنامج في مجالات الطاقة وتحلية المياه والطب والزراعة وغيرها.

إسرائيل تكره الخير لنا أردنيين وفلسطينيين وعربا ومسلمين ، بهذه العبارة نطقت جدتي في اليوم التالي لحرب حزيران عام 1967 ، ونحن في حمأة استقبال النازحين ولملمة شتاتهم ، وبعد أربعين عاماً من الوعي المركب والمعقد للصراع العربي الإسرائيلي أعود إلى عبارة جدتي الفطرية الأولى ، لأجد فيها ما يختصر هذا الصراع ويلخصه: إسرائيل تكرهنا وتكره الخير لنا ، تريدنا فقراء ومتخلفين ، تريد لإرادتنا أن تظل مرتهنة ولاقتصادنا أن يبقى بدائيا ولوعينا أن يمضي في غيابه وغيبوبته ، هذه هي إسرائيل التي تشن حربا على برنامجنا النووي السلمي والذي بالكاد أخذ يحبو.

وعلينا أن نأخذ من الموقف الإسرائيلي من البرنامج النووي الأردني درساً وعبرة ، فلا نأخذ على محمل الجد والتصديق كل ما تقوله إسرائيل عن برنامج إيران النووي ، فمن يقوى على الكذب والافتئات علينا ، سيكون من الأسهل عليه أن يكذب ويفتئت على الإيرانيين ، فالحذر الحذر.

By : Free Libya / par Achour Ani

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire