Nombre total de pages vues

vendredi 4 mars 2011

الى السيد رئيس الحكومة المؤقتة: لجنتكم هذه ستجني على القطاع ولن تُصلحه


الى السيد رئيس الحكومة المؤقتة: لجنتكم هذه ستجني على القطاع ولن تُصلحه

بناء على حريّة التعبير والحقّ في الاقتراح:

قبل رحيله بسويعات، أراد السيد محمد الغنوشي أن يترك بصماته مكتوبة ومرئية ومسموعة في السنوات القادمة، فقام بالإذن بتشكيل لجنة لإصلاح الإعلام، وضع على رأسها الإعلامي القدير كمال العبيدي، وضمّت في عضويتها عديد الأسماء الصحفية المعروفة، كنقيب الصحفيين ناجي البغوري، والأستاذ رضا الكافي، والزميل هشام السنوسي، والمدونة الأستاذة لينا بن مهنّي، والقاضية الفاضلة كلثوم كنّو، وغيرهم من الأسماء التي عرفتها الساحة الإعلامية وخبرتها طويلا.

لكن ما فات السيد الغنّوشي وهو يأذن بإنشاء هذه اللجنة –وعلى فكرة هو ساعتها كان يعرف أنه سيستقيل بعد قليل وكان يمكن أن يترك أمرها لغيره – أن الإعلام التونسي ليس حقل تجارب، ولا هو قطعة يتنازع عليها الفرنسيون والأمريكان، فتذهب إلى السيد فيلتمان نتيجة غباء السفير الفرنسي الجديد، لا يا سيدي الوزير الأول السابق، لقد أخطأت مرة أخرى، حينما اعتقدت أنك يمكن أن تجامل أصدقائك الأمريكان فتمنحهم قطاعنا هدية من الثورة التي قمعتها حتى يوم 14 جانفي وترأستها منذ 15 جانفي، فتلك المعجزات لا تحدث الى في قصوركم ودهاليز سياستكم، أما قطاعنا الإعلامي، فاني أعلمك أنه تحوّل إلى قطاع استراتيجي، نعم قطاع استراتيجي أكثر أهمية من قطاع التسلّح والنفط والصناعة والتجارة، وأنك ان أردت ان تجامل واشنطن فبامكانك أن تعطيها ضيعة من أملاك الطرابلسية الذين فروا وتركوها أما أن تسلّمها قطاعنا فتلك بعيدة عنك وعن الذين سيأتون بعدك وعن البعض من الزملاء الذين يبدو أنهم أصبحوا يعتقدون أنهم ثوّار فوق العادة، أو زعماء غير قابلين للمساءلة والنقد.

السيد الغنوشي منح اللجة الى الاستاذ كمال العبيدي، الذي نعرفه ونحترم نضاله، ونسمع عنه منذ أن أطرد من التاب لنشاطه الحقوقي، ومواقفه معروفة وثابتة أيام كان على رأس فرع تونس لمنظمة العفو الدولية، ولا يناقش أحد في نضاليته وثباته، لكن هذا لا ينفي أنه غريب عن القطاع ومنقطع عن الحياة السياسية والاجتماعية التونسية منذ سنين طوال، وهو لا يعرف معاناة صحفيي اليوم، ولم يذق حرمان البيجة ولم يعرف معنى المقصّ ولا الصنصرة ولا عرف معنى الاضطهاد ومعاناة التعاقد والطرد والأجور التي لا تتجاوز المائة دينار. هذا من ناحية، أما من الناحية الثانية وهي التي قصدها الغنوشي من خلال منحه هذه اللجنة، فهي ارضاء الجانب الامريكي، وهنا لا أريد أن اضع في ذمّتي شيئا لست متأكدا منه لكني سأقولها بصراحة للسيد العبيدي وليأخذها مني وان اراد أن يشتكيني على أساسها فليفعل، انك يا سيد العبيدي كلما ذُكر اسمك في الاوساط الصحفية هذه الايام، الا وذكر مرفوقا بهذه الجملة: متاع الامريكان...ولن أزيد على ذلك حتى لا أدخل في باب القذف، وسأقول فقط أن عملك طيلة سنوات مع قنوات رسمية أمريكية ومع منظمات حقوقية لا تكنّ كثير ودّ للتونسيين ولا للعرب، اضافة الى مواقفك من القضية الفلسطينية ومن العراق، جعل اسمك مرتبطا بهذه الجملة، ولتعذرني ان كانت جارحة لكنّها أيضا واضحة.

أما باقي تركيبة اللجنة، فان أبرز اسم فيها يثير الكثير من التساؤل والحيرة هو بلا شكّ السيد رضا الكافي، الذي لم أعرفه شخصيا الا من خلال فضيحة جائزة شمعون بيريز للسلام التي يرأس فرعها في تونس، والتي كان لا يتورّع عن توزيع جوائزها التي تحمل امضاء شمعون بيريز – نعم يا سيدي الغنوشي يا رئيس أول حكومة ثورية مؤقتة، اسمع الاسم جيدا شمعون بيريز وليس الام تيريزا – يوزعها على أطفال تونس، وسأكتفي في حقّه بهذه المعلومة ولن أزيد.

ولئن كان للسيدة القاضية الفاضلة كلثوم كنّو من الحبّ والتقدير في قلوبنا ما يجعلنا نضعها فوق رؤوسنا، فان ذلك لا يمنعنا من نسأل السيد الغنوشي بأي حقّ يضع قاضية في لجنة إصلاح الإعلام، فهل سيضع صحفيا في لجنة إصلاح القضاء؟ وهو أمر وان كنت متأكدا أنه بالنسبة لها قد فاجأها أو تعاملت معه على أساس من حسن النيّة، إلا أني بالمقابل متأكد أن الذي اقترحها لهذه الخطة يريد إحراجها ويريد من كل الصحفيين الذين أحبوها وقدّروا صمودها ونضالها عاليا، أن يكرهوها وينقلبوا عليها من خلال توريطها في هذه اللجنة – الفضيحة، ولو كانت النية حسنة لكان اختارها كمستشار قانوني للجنة لا كعضو فيها.

وأما باقي الأعضاء، فاني لا أملك إلا أن أحترمهم، تماما مثل الذين تطرقت إليهم في هذا النصّ، وأجلّهم وأقدّرهم، إلا أني لا أعرفهم شخصيا بالقدر الكافي، الذي يسمح لي بمساندتهم أو الاعتراض عليهم. وعملا بخقّي كمواطن تونسي أولا وكصحفي ثانيا، أن أقترح على السيد القائد السبسي، أن يتخلص من هذه التّركة – الورطة التي تركها له الغنوشي كآخر عقبة وضعها في طريقه قبل أن يغادر بسويعات، وأن يأذن بتشكيل لجنة إصلاح حقيقي للإعلام، تكون ملمة بالوضع، وتعمل في أجواء الصحافة التونسية الحقيقية لا المزيّفة التي تتغطى بالأضواء والبهرج، وكمساعدة تطوّعية له أقترح الأسماء الآتية التي ارى فيها كفاءة ونضالية وإيمان حقيقي بالثورة وبالاعلام: نجيبة الحمروني، بسّام بونني، رشاء التونسي، نور الدين المباركي، توفيق العياشي، ايمن الرزقي، زياد الهاني، ويمكنه أن يضيف لها ما شاء من الأسماء، فكلهم أصدقائي وكلهم زملائي وأعتز بهم، ما عدا من خدم مشروعا غير مشروع إصلاح الإعلام التونسي، أو تخندق في غير خندق الوطن والأمة.

ولكم سديد النظر سلفا وشكرا على رحابة صدركم

محمد بوعود

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire