Nombre total de pages vues

jeudi 31 mars 2011


عندما يحرم المواطن في العهد البائد من أبسط حقوق المواطنة

اليوم الخميس 31 مارس 2011 حصلت على جواز سفري التونسي بعد 17 عاما وشهرين من آخر جواز سفر تونسي كان معي.

لا أخفيكم أنني فرحت كثيرا بالحصول على الجواز. فبه استرجعت مواطنتي التونسية.. شعرت حقا أن هناك ما يثبت ورقيا أنني تونسي.. فشكرا للثورة وشكرا لشبابها الأشاوس، فقد غيرت فينا ومن حولنا أشياء كثيرة.

فبعد عشرين عاما و3 أشهر و9 أيام عدت لبلدي، وبعد 17 عاما وشهرين ها أنا قد استرجعت حقي في جواز سفر تونسي..جواز سفر على أهميته العظيمة لا يضيف لمن عاش محنة حب تونس في أعماقه وهو فيها أو وهو منفي عنها غريب في فجاج الأرض.

لي مع جواز السفر التونسي قصة طويلة. فقد تقدمت بأول طلب لاستخراج جواز سفر عام 1985 وعمري 19 عاما.. وبعد ثلاث سنوات من الانتظار ردت علي وزارة الداخلية في العام 1988 في عهد الطاغية الهارب برسالة تقول لي "ليس لك الحق في جواز سفر".

لم أستسلم وبذلت قصارى جهدي حتى حصلت على جوازي بطرق ملتوية.. خرجت به مرة عام 1989 إلى الجزائر للمشاركة في نشاط لاتحاد شباب المغرب العربي. وسافرت به ثانية للمغرب في نفس العام. وسافرت به ثالثة عام 1990 لإتمام الدراسة في الرباط، ومن ذلك اليوم لم أعد إلا بعد الثورة.

فمن يوم 8 أكتوبر 1990 بدأت رحلة النفي والاغتراب، ورحلة النضال الطويلية لإسقاط الطاغية، ولم تنته تلك الرحلة التي استنفدت شطر العمر إلا يوم 17 جانفي 2011.. وفي الأثناء انتهت صلاحية جواز سفري في العام 1994، وحرمت من وثائق تونسية منذ ذلك الحين..

واليوم 31 مارس 2011 عدت تونسيا وفي يدي جواز سفر بلادي الأخضر.. فالحمد لله حمدا كثيرا وله الشكر والفضل والمنة.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire