الاسلام دين الوسطية
هناك دائما إجتهادات وتباينات وهذا هو جوهر الديموقراطية وروحها الذي يعني كل الإنسانية لكن التعالي على فكرة الإسلام المُتسامح والجامع للتونسيين هو الخطر الحقيقي على مفاهيم ومضامين الديموقراطية الحقيقية ...الإسلام لم يكن ليفرض الإيمان على أحد أو ليراقب النيات وإلا لكنا في عوالم المدينة الفاضلة التي زخرت بها إيديولوجيات من إتجاهات مُختلفة ولم يكن عنوانها الإسلام إلا نفاقا وإفتراء وفي حالات معدودة وهذا لايعني التعميم. في تونس يُشرّع الدّستور لمواطنة المُلحد واليهودي وغيرهما لكن قيم مجتمعنا تُحدد بعض القواعد كأي مجتمع آخر فلا تقبل بإشاعة أفكار من قبيل الدِعاية للتّطرف الطائفي أو لزواج المثليين أو لطقوس الإفطار الجماعي في أيام
رمضان استفزازا وتعدّياًّ على عقيدة ومشاعر التّوانسة. لا مجال في تونس لما يُسمّى بالدّولة الدّينيّة ولا تفريط فيها في عُلويّة هويّتنا وثقافتنا العربيّة الإسلاميّة وكفانا إستبدادا من الدّكتاتوريّين المُستنيرين ـ أنبياء عصرهم ـ الذين يستخفِّون بفكر وثقافات شعوبهم وتطلُّعاتها ولنعِش السّماحة والوسطيّة واحتِرام القيم الإنسانيّة ورُوحنا العربيّة الإسلاميّة في مِسحتها التّونسيّة مع دستور وقوانين تنبض بالحياة ولاتفرّغها من مضامينها فِئات مُنسلِخة عن الإرادة الجماعيّة وهموم الشّعب وآماله الحقيقيّة
Helmi Maatallah
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire