إستحالة إقامة إنتخابات نزيهة لمجلس تأسيسي
النظام التونسي كان ولايزال نظاما بوليسيا و الدكتاتورية لا يمكن أن تبقى بدون بوليس سياسي... الثورة المضادة مازالت قوية وهي تملك جهازا قمعيا بوليسيا مدعوما من قوات الأمن الداخلي، كما أنها تتوفر على كميات هائلة من المال الذي سرقته من الشعب خلال فترة بن علي بالإضافة إلى كونها تحظى بثقة الفئات البورجوازية وأغلب رجال الأعمال، ولا ننسى أيضا أنها مازالت تحتفظ بنفوذها في الإدارة مركزيا من خلال حكومة المبزع وفي الجهات من خلال الولاة المنصبين...
لهذا نؤكد إستحالة إقامة إنتخابات نزيهة لمجلس تأسيسي في ضل وجود البوليس السياسي ركيزة الدكتاتورية في تونس...
هذا الجهاز الإرهابي سيسعى إلى ترشيح التجمعيين أو أشخاص معينين مهمتهم المحافظة على النظام و مصالحه... سوف يحاول الدستوريون الظهور بمظهر الحمل الوديع و يتبرّأون من سياسات بن علي السابقة التي كانوا يباركونها... سوف يتكلّم الدستوريّون عن حقّهم في المشاركة في العملية السياسية و الإنتخابات ... و أعلموا أن ترشّح الحزب الخائن إلى الانتخابات المقبلة تعني التزوير و عودة الدكتاتورية أي تعني فشل الثورة و قيام حاكم مستبد جديد في تونس ... و ذلك في ظلّ ضعف المعارضة التونسية للتصدّي لهذا الحزب الفاسد ، يمكن أن نشهد ميلاد دكتاتور جديد أخطر من بن علي لذا ما ضحّينا من أجله بدمائنا يمكن أن يضيع في لحظة...
فما قاله الباجي قايد السبسي لا يعكس إرادة الشعب التونسي التي عبر عنها في ثورة 14 جانفي كما أنه لا يمثل استجابة حقيقية لحقوق هذا الشعب في فرض حقوقه و حريته و كرامته ... و كل ما قاله هو حل ليبرالي لا وطني مشبع بتقاليد الديمقراطية الشكلية المزيفة للإلتفاف على ثورة هذا الشعب ... نشتم من هذا الخطاب التضليلي رائحة الخيانة وتآمر المرتزقة والانتهازيين من أحزاب الوسط واليمين كما نفهم من خلاله بصمة السيد الامريكي واملاءات الاتحاد الاوروبي... ولكن نحن التونسيون واعون بهذا ولذلك لن ندع هذا يحصل ... شعارنا الآن حل هذا الحزب الفاسد كليا و إلغاء حقه في الترشح للإنتخابات القادمة وإكمال هذه الثورة بصورة فعلية ... يسقط حزب الدستور... يسقط نظام الدكتاتورية... أحرار تونس لا يلدغون من جحورهم مرتين ... لذا فإن الطريق لايزال طويل أمامنا... فلم نكمل بعد ...الثورة مستمرة حتى تحقيق جميع الأهداف و التي من أجلها ضحى شهدائنا بأرواحهم... فلا عاش في تونس من خانها ... تحيا تونس حرة للأبد، المجد للشهداء... فإن عدتم عدنا....
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire